إنه أبو بكر الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها بإجماع أهل السنة بلا خلاف، ومن أنكر صحبته للنبي فقد كذب الله تعالى بقوله (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) (التوبة: 40)، ومن كذب الله تعالى فقد كفر!.
فأبو بكر الصديقـ ـ صاحب النبي بل أجل وأفضل أصحابه والمبشر بالجنة ومع هذا يعلمه النبي أن يقول في دعائه: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا».
ألسنا أخي القارئ العزيز أولى بهذا الدعاء وهذا الوصف؟ ألسنا نخطئ بالليل والنهار؟
إن أحدنا أصبح لا يشعر بالذنوب والخطايا إلا قليلا ولا يدرك التقصير في نفسه إلا نادرا، ولا يرى خيرا من نفسه ولا أحد أقوم دينا منه!
فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لخطر عظيم.
فإن كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
لذا أدعو نفسي أولا ثم أدعوك أخي القارئ ثانيا لنقف مع أنفسنا بين الحين والآخر ونحاسبها ونكثر من الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى.
ثم أعلم وفقني الله وإياك أن الإقرار بالذنب سبيل إلى التوبة وسبب للمغفرة، ففي حديث سيد الاستغفار المشهور الذي رواه البخاري وفيه قوله
«وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
فلنندم على ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وما فرطنا من أعمارنا فالعاقل إذا رأى من هو أكبر منه سنا قال: سبقني بعبادة الله تعالى وإذا رأى من أصغر منه، قال:
سبقته بالذنوب وإذا رأى الهداة المهتدين أحبهم وسعى ليلحق بهم وإذا رأى الضالين حمد الله تعالى ولا يشمت بهم، بل يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
إذ لو شاء الله لكان مثلهم فلا يترفع حتى على العصاة والمنحرفين بل يرحمهم ويشفق عليهم ويسعى بإصلاحهم مع بغض ما هم عليه من مخالفة أمر الله ورسوله وهذا مسلك دقيق يجب أن ننتبه له.
والله تعالى أسأل أن يغفر لنا ولجميع المسلمين مغفرة من عنده ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم
_________________
<br>